Follow me on Twitter

الجمعة، 15 أبريل 2011

حقيقة الأخذ بالأسباب مع التوكل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ،حمدا يليق بجلاله وعظيم صفاته ،والصلاة والسلام على ما لا نبى بعده ،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أمرنا الله أن نأخذ بالأسباب فى أمورنا واعمالنا ،والأخذ بالأسباب لا تعارض بينه وبين التوكل ،لأن منتهى العبد هو الأخذ بالأسباب ،أما التوفيق والسداد من الله عز وجل والتوكل على الله من اجل التوفيق والسداد فى الأخذ بالأسباب ونتائج الأخذ بالأسباب.
وقال ابن القيم:"فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب وتعلق الجوارح بها"
أى أن الجوارح تأخذ بالأسباب أما القلب لا يتعلق بالأسباب كالجوارح ولكنه متعلق بالله.


لو تدبرنا القرآن الكريم لوجدنا أمثلة للأخذ بالأسباب مثل السيدة مريم حينما قال الله عز وجل :"فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" فما هى قوة امرأة وضعت حملها من فترة قصيرة ،ثم يأمرها الله لتهز جذع النخلة ليسقط عليها رطبا جنيا؟ إن هذا هو الأخذ بالأسباب.

ولو ذهبنا إلى سورة الكهف وبالأخص إلى قصة ذى القرنين ستجد أن الله تعالى ذكر كلمة "ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا" مرتين وكلمة "فأَتْبَعَ سَبَبًا" مرة واحدة بل "وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"
>>> أرجو أن تفتحوا المصحف لتقرأوا قصة ذى القرنين بتدبّر (سورة الكهف - من بداية الآية رقم 83)


وتجد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أروع الأمثلة من الأخذ بالأسباب :

# حين خرج رسول الله من مكة خرج خُفية _وليس خيفة_ عن أعين الكفار
# المدينة تقع شمال مكة ولكن حين خرج رسول الله مع صاحبه من مكة واتجها جنوبا لتضليل الكفار ومكثوا فى غار ثورة ثلاثة أيام.
# حين كان رسول الله يتتبع أخبار مكة عن طريق عبدالله بن أبي بكر الذى كان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فإذا جاء السحر رجع مصبحاً بمكة .*
# حين تدبّر أمر الطعام ،فكانت أسماء بنت أبى بكر تأتى بالطعام لرسول الله ولأبيها
# حين استأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً كافراً اسمه عبدالله بن أريقط وكان هادياً خريتاً ماهراً بالطريق وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال .*

فى رعاية الله

* من مقال الهجرة دروس وعبر


0 التعليقات:

إرسال تعليق