Follow me on Twitter

الأحد، 29 يوليو 2012

النهضة والمحتوى العربى


فى قديم الزمان كانت الحضارات والثقافات متناثرة فى أنحاء الأرض ،فكل دولة لها حضارتها وعلومها التى لم تكن على اتصال بعلوم الدول الأخرى ،ثم كان الاتصال عن طريق احتكاك الشعوب ببعضها عن طريق التجارة أو عن طريق الاحتلال أو الهجرة أو تبادل العلوم ،فتأمل فى حضارات الاغريق والرومان كانت على اتصال بعلوم الشرق الأوسط ومصر القديمة وفينيقيا وحدث بها تبادل للعلوم وأنشئت دور الترجمة والمكتبات كمكتبة الاسكندرية الشهيرة.

وعند ظهور الدولة العباسية وتملكها لشتى الدنيا كان الاهتمام عن المسلمين بدور الترجمة تمكن من عقولهم فهذا الخليفة أبو جعفر المنصور كان شغوفاً بالطب والفلك والهندسة فأمر بأن تترجم له الكتب فيها ثم جاء المأمون وكان عالماً فاضلاً حر التفكير مؤمناً بالعقل فانتصر في زمانه مذهب المعتزلة القائل باعمال العقل في النصوص الدينية مستعيناً بالفلسفة اليونانية على ذلك وكان من جراء ذلك أن أمر بنقل كتبها إلى العربية فنقلت كتب المنطق والفلسفة أولاً ثم جميع فروع العلم ثانياً ولا سيما كتب الطب والفلك والفيزياء ثم استمرت هذه النهضة وتزايدت الكتب المترجمة حتى ترجمت كل الكتب اليونانية التي وقعت في أيدي المسلمين. ولم يكتف العرب بترجمة الكتب عن اليونان فقط بل ترجموا عن الفارسية والهندية أيضاً.

ما كاد المسلمون يتدارسون هذه الكتب المترجمة حتى نشطوا إلى تحقيق مسائلها وشرحها وتلخيصها ومناقشتها والزيادة عليها فأبقوا على التراث اليوناني ثم زادوا عليه وأغنوه فاخترعوا وابتكروا والفوا وتركوا للغرب تراثاً هيأه لنهضته الحاضرة.


تقدمت الأمور والأحوال ووجدنا أن الحملة الفرنسية على مصر جاءت بالعلماء والباحثين والمستشرقين ،حيث كانت أولوياتهم نقل العلوم المتاحه عند العرب وثقافتهم وتوظيفها لخدمتهم .

وفى العصر الحديث تجد اليابان فعلت فعلا مشابها لهذا فقد كانت تريد انتج العقل اليابانى
ومثال لذلك تاكيو سوهيرا رائد النهضه اليابانية فى السيارات ،فقد استطاع بعزيمته وإرادته وتدعيم امبراطور اليابان له بأن يسافر لإحدى دول أوروبا_أعتقد ألمانيا_ وتعلم بها كل شىء عن المحركات وأتقن ما بها خبايا وخفايا وقام بتنفيذ الأمر عمليا بعد خلفية علمية رائعة كونها فى عقله ثم عاد لليابان ليقوم بتقديم السيارة بنكهة يابانية خالصه وبعقل يابانى مذهل وكانت على حد قول امبراطور اليابان "إنها أحلى موسيقى سمعتها فى حياتى"يقصد صوت المحركات

فهذا هو حال الأمم والحضارات كانت تبحث لتملأ ذاتها وتكتب بلغتها وتبدع بها

موضوع اثراء المحتوى العربى يشمل جانبين وهما: اثراء المحتوى بمحتوى مترجم ،والنقطة التانية بمحتوى جديد غير مترجم نحن مؤلفوه

أول جانب وهو الترجمة ،يجب أن توجد مؤسسات تهتم بيه ،وقائمة عليه مثلما فعل المأمون فى عصره الشهير بازدهار دور الترجمة ،وهناك بالفعل عدة مؤسسات تقوم بترجمة كتب وتنشرها للتحميل أو للبيع ،ولكن يجب زيادة تلك المؤسسات ودعمها ماديا ،ومعنويا لزيادة انتاجيتها ،بالاضافة إلى تقسيمها لتخصصات لخدمة ترجمة التخصصات حرجة كالهندسة والطب على أساس علمى.

أما بالنسبة للجانب التانى وهو المحتوى الجديد فأتمنى وجود ذلك بشدة ،ولكن مشكلتنا مشكلة ثقافة ووعى لذا يجب الاهتمام بالشباب لأنهم الأمل.يجب الاهتمام بالشباب وذلك برفع مستواهم الفكرى ودورهم المجتمعى فى النهضة ببلدهم وبحضارتهم ،بالاضافة لوسائل تشجيعية تساعد على شد الشباب باتجاه الابداع لاثراء المحتوى العربى ، وهناك حلول عديدة لذلك:

1- مؤسسات تهتم بالتوعية فى اثراء المحتوى العربى ،وأهميته ،والتشجيع بصور مختلفة كمسابقات مثلا.

2- اظهار المميزات التى يحصل عليها الشاب باهتمامه باثراء المحتوى العربى على الانترنت كاتصالك بالآخرين بنفس المجال والتبادل المعرفى ،ورفع خبرتك بالمجال بل ووظيفة قد تحصل عليها من ذلك.

3- عمل دورات تثقيفية لرفع ثقافة الشباب بنشر المعرفة وفكرة العمل الجماعى.

4- عمل فيديوهات كفيديوهات قبيلة لرفع الثقافة العامة للشباب بنشر العلم وباثراء المحتوى العربى.

5-مؤتمرات عن اهمية نشر العلم وعن مبادرين أثروا المحتوى العربى سواء مؤسسات أو أشخاص.

اعلموا أن اثراء المحتوى العربى ليس اعتزاز باللغة فحسب ،ولكنه خطوة فى طريق بناء نهضة أمة وحضارتها.

مصدر الصورة

هناك تعليقان (2):

  1. مدونة جيدة جدا

    سرني تواجدي هنا

    ويشرفني أن أرى قلمك في : ثقافة على الرابط التالي :

    ثقافة


    أجمل تحياتي :)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك الكريم :)

      لى الشرف أخى بأن أكتب فى "ثقافة" إن قدّر الله ذلك

      حذف