Follow me on Twitter

السبت، 27 نوفمبر 2010

نور أم ضوء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو النور ؟ وما هو الضوء ؟

تعالوا معا نقرأ قول الله تعالى :" هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) "سورة يونس

كم منا قرأ هذه الآية الكريمة ؟! وكم منا قد تدبرها ؟!
الآية بها معانى جميلة جدا وإن شئت فإعجاز أيضا

يقول الله عز وجل : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا"
لم قرن الله عز وجل الشمس بالضياء والقمر بالنور ؟!!
هل تبادر هذا السؤال إلى ذهنكم فى مرة من المرات !!

أكيد سنسأل أنفسنا هل هناك فرق بين النور والضياء فكله نور !!!
المعروف بيننا أن النور والضياء كلمتان مترادفتان لبعضهما البعض عند الكثيرين ولكن فى هذه الآية فالفرق بينها كما بين السماء والأرض فى موضع الآية.

الضياء : هو الاشراق بحرارة ،والمضيء :تطلق لكل ما ينبثق منه النورُ حرارةً.
أما النور فهو الإشراق بدون حرارة ،والمنير لا يطلق إلا على ما ينعكس إليه النور دون أن يبث أي حرارة.

ومن مجلة حراء :

معاني المنير والمضيء والسراج في القرآن:

والجامع المشترك في اللغة بين معنى المنير والمضيء والسراج، هو نقيض الظلمة. ثم إن كلمة المنير تنفصل عن المضيء أو السراج في أن المنير هو ما ينعكس إليه النور من جرم آخر، أما المضيء والسراج فهو كل ما ينبثق منه النورُ حرارةً، أما المنير فلا يطلق إلا على ما ينعكس إليه النور دون أن يبث أي حرارة.

إذن، فحديث القرآن عن كل من الشمس والقمر يحمل معنى ذا ثلاث درجات: سطح قريب يفهمه الناس كلهم، ألا وهو الجامع المشترك الذي هو نقيض الظلمة؛ وعمق يصل إليه المتأملون، ألا وهو التنبيه إلى أن ضياء الشمس مصحوب بحرارة أما نور القمر فخال ومجرد عنها؛ وجذر بعيد يدركه الباحثون المتخصصون أو المثقفون من أهل هذا العصر، ألا وهو أن القمر ينعكس إليه الضياء من جرم آخر هو الشمس، في حين أن ضياء الشمس ينبعث من داخلها.

وهكذا فإن هذه الآيات تفيد كل فئات الناس على اختلاف ثقافاتهم واختلاف عصورهم حسب قدراتهم الفكرية، دون أن يقوم أي تعارض علمي بين حظوظ هذه الفئات فيما يفهمونه من معانيها. إذ هي معان لغوية صحيحة متساوقة ومتدرجة من السطح إلى العمق فالجذور.

حقا إنها شبابية علمية دائمة مستمرة يتّسم بها كتاب الله عز وجل، الذي يمخر أطوار المعارف والعلوم في جدّة تستعصي على التقادم، وهيمنة علمية سامية لا تقهر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق